لدى عائلتي عادة غريبة ظريفة، في كل سنة في ذكرى ميلاد أي فرد فينا تحتفل العائلة بطريقة المفاجأة على الرغم من أن المتفاجئ يعلم بالمفاجأة والمفاجئين يعلمون أن متفاجئ يعلم بالمفاجأة والمتفاجئ يعلم أنهم يعلمون. في كل مناسبة الطقوس لا تتغير؛ كعكة مميزة بعض الشيء، إخفات الأنوار على طريقة “المفاجأة” وإطفاء الشموع بصحبة جميع الأطفال الذين يتقاتلون على إطفاء الشمعة بحماسٍ مضحك، ولكن في هذه الاحتفالية التحدي الحقيقي هو المفاجأة الحقيقة ألا وهو اختيار الهدية. في بعض الأحيان نُخَيّب ظن المتفاجئ وفي بعض الأحيان نوفق في اختيار هدية لا تنسى.
في سنة 2020م سنة العجائب توقعت بأن احتفالية ميلادي ال34 سوف تكون أقل من عادية ولكن فعلا كانت سنة المفاجآت من جميع أحبتي من صديقاتي وأهلي، فقد أهدت لي عائلتي هذه المدونة لأدون فيها كتاباتي… هذه هدية فعلا أنا بحاجة لها… ألهم درجي المليء بالدفاتر أختي سارة بفكرة المدونة. درجي الذي يحوي دفاتر ذات أشكال مميزة وألوان مبهجة بأحجام مختلفة اشتريتها من أنحاء العالم وتم تجميعها عبر السنين وأغلبها فارغ أو مكتوب عليها فقط في أول صفحة أو صفحتين، وسبب الهوس الغريب أني أريد أن أكتب ولكن بداخلي خوف من وضع أفكاري عليها.. الخوف من الفشل يشل صاحبها، وأنا كنت مشلولة خائفة من النقد، الأخطاء، مسؤولية ما أكتب والخوف الأكبر أني كاتبة فاشلة وغير صالحة لأنشر كتاباتي، ولكن بعد بلوغي 34 سنة واطِّلاعي على من حولي رأيت أن هناك أناس مواهبهم أقل من عادية وقد وصلت شهرتهم في أنحاء البلاد وأشخاص أقوياء موهوبون مشلولون مثلي لم ينشروا موهبتهم.
قصة قد يعرفها الكثير ولكن أحب أن أذكرها هنا، الممثل البريطاني العالمي السير فيليب أنتوني هبكنز المعروف بدوره الشرير في فيلم “صمت الحملان” كتب مقطوعة موسيقية ” الفالس مستمر” في تاريخ 7نوفمبر 1964م ولم يعلن عنها إلا بعد ما يقارب خمسين سنة حيث أرسلها عفويًا إلى الموسيقار الكبير الهولندي أندري ريو الذي بدوره أحبها جدًا وعزفها في حفلٍ موسيقي لأول مرة بتاريخ 31 أكتوبر 2011م وعندما سمع أنتوني مقطعوته الذي كتبها لم يصدق جمالها وترى تأثره وهو يستمع بإعجاب. إذا استمعت إلى هذه المقطوعة الرائعة تتسأل في نفسك ما منعه من نشرها أو الاستمرار في التأليف الموسيقي؟ هل الخوف من الفشل منعه؟ على رغم أنه عبقري كممثل؟ هذه القصة أثرت بي ولكن لم تحركني إلى أن حصلت على هذه الفرصة..
لذا هذه أول خاطرة أو تجربة أنشرها.. تعجبك أم لا، قررت ألّا أهتم. سأستمع لأي نقد بنّاء لأطور من نفسي ولكنني بإذن الله لن أتوقف عن الكتابة وسوف أحاول عدم تخييب ظني فيني. إذا وصلت إلى هذه الجملة شكرًا لك.
شكرًا لعائلتي لصديقاتي لزوجي كل من شجعني وحثني على الكتابة وفي نهاية أختم بمقولة الملاكم الأمريكي محمد علي رحمه الله: لتكون بطلًا عظيمًا يجب أن تعتقد أنك الأفضل. إذا لم تكن كذلك، فتظاهر أنك الأفضل. لذا من الآن وصاعداً لن أمتلك دفترًا فارغًا بل مدونة ممتلئة.
Leave a Reply